طباعة اضافة للمفضلة
"شكرا لك أيها الملك الهمام" عاصفة الحزم
1638 زائر
08-04-2015
أبو الحسين الصباحي

"شكرا لك أيها الملك الهمام"

عاصفة الحزم

كتبه: أبو الحسين الصباحي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنام والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فاعلم أيها القارئ الكريم أن الحوثية الظلمة أهل الغدر والخيانة، (ملكتهم الهزة للظلم وأخذتهم العزة بالإثم، فبسطوا أيديهم في المظالم يحتقبونها والمحارم يرتكبونها، فالتهبت البلاد بجمرات ظلمهم، وانتهبت ببدرات غشمهم، فصارت الحرم منتهكة والرعية محتنكة، والأعراض منهوكة والدماء مسفوكة، والأموال مجتاحة والديار مستباحة، والأحرار محقرة والأوغاد مكرمة، يغيرون ويبيرون ويثيرون من الفتن ما يثيرون، فاشتعلت نيران الفتن اشتعالاً، وخفقت رايات الهرج يميناً وشمالاً، ففي كل دار صرخة، وفي كل درب نعرة، ففشا في اليمن قتل ذريع وضر وجيع، وهرب وجلاء وضنك وبلاء، وتحولت فيه الرؤوس أذناباً والعبيد أرباباً، وانقطع شريان السياية، وتمزق ثوب المعيشة، وكاد الإسلام يضعف ركنه، والشرك يصدق ظنه).

فقام الملك سلمان سليل الأمجاد، يحذرهم عاقبة البغي والإفساد:

" أبصروا رشدكم واعرفوا قدركم، قبل تسريب الكتائب، وإرسال المقانب"

(فأبى لهم ضعف العقل والنحيزة، ولؤم الطبع والغريزة، إلا الطيش والسفه، والاستمرار في الغي والعمه، فهتكوا حجاب النفاق، وأظهروا مكنون الشقاق، وانحرفوا وخالفوا وجاهروا وكاشفوا، حتى كأن الوعظ أغراهم والإرشاد أغواهم).

فظهر للمك الحازم والقائد العازم، أنهم لا ينفعهم الإعذار والإنذار دون الإيقاع والإيجاع، وأنهم استحقوا أن يحملوا أثقال المعاقبة، ويعرفوا آيات سوء العاقبة، فقد ضاق بهم كنف العفو، وحقت عليهم كلمة الطو).

ولسان حاله:

(سيعلم الخونة ما يحل بهم، وكيف تشبع الوحوش من جيفهم).

فحشر وحشد واستمد واستعد، فاجتمعت إليه الشجعان من كل مكان؛ فجاء عصابةَ الغواية وجيشَ الضلالة بعساكر تتابع أفواجها وتتدافع أمواجها، تحسب أن الأرض ترتحل برحيلهم، وتسير مع عجلات مراكبهم، فانقضوا على الحوثية كالليث الحادر والشجاع الثائر، فتخلخلوا وتزلزلوا، وتفرقوا وتبعثروا، فساء صباحهم ووجلت قلوبهم وانهارت عزائمهم).

فانجلت غبرة عاصفة الحزم عن قتيل موسد وأسير مصفد وهارب مطرد.

فصارت - بفضل الله ورحمته - للمسلمين أثرة وعلى المشركين دبرة.

أيها القارئ الكريم (قد تكون للباطل جولة وللفساد مهلة، ثم يأتيه من الانتقام والاصطلام، ما يسقط الهام على الأقدام، فيعود حرص أهله ندماً ووجودهم عدماً).

وفي الختام أقول:

"شكرا لك أيها الملك الهمام"

اللهم احفظ بلاد المسلمين من كيد الفجار وشر الأشرار

هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على خير الأنام والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

   طباعة 
0 صوت
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
  أدخل الكود
روابط ذات صلة
المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي
جديد المواد
رسالة إلى إمام التراويح - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى صائم - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى خطيب - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى إمام - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى زوج - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي