طباعة اضافة للمفضلة
عاصفة الحزم
1671 زائر
05-04-2015
أ. إلهام الملا

عاصفة الحزم

أ. إلهام الملا

إن لم نكن في صفوف المقاتلين في عاصفة الحزم، فلندر عواصف الحزم في دواخلنا، وفي واقع حياتنا، ومن حولنا..

إن النفوس العلية حين ترى الأبطال يصنعون أمجادهم، وأمجاد أمتنا، فإنها لا تقبل أن تكون متفرجة، ولا تكتفي بالتغني بالمجد وأهله، ولا بتسطير أروع العبارات في مدحهم والثناء عليهم، ولا بتناقل جميل الأخبار عنهم، بل تتحسر على فوات هذا الحظ في نصر هذا الدين، وتتطلع أن تكون في صفوفهم، تشاطرهم الحزم، والعزم، والجد، والاجتهاد، عذبًا جميلًا، حبيبًا إلى النفس، كالماء الزلال، حيث كان لنصرة الإسلام والمسلمين .

فإن لم يكن ذلك ممكنًا، فلنسرق من الحزم خلة، ولنطأ منه منزلة ، ولنفاجئ أهل الحزم أننا معهم - ونحن هنا - ولكن بطريقتنا !!

كم من مشكلة معلقة في حياتنا تقتات من همتنا، وتؤخرنا، وتنتظر منا عاصفة حزم تحلها على الفور، أو تنهيها .. فماذا ننتظر ؟!

كم من ذكريات مؤلمة تكدر يومنا، ونهارنا، وتفت في عزمنا، تحتاج إلى الحزم في طيها ونسيانها .. فلنبادر ولنطوها

كم من أشخاص وجودهم يشكل عائقا في حياتنا، فلماذا لا نكون حازمين معهم ؟!

كم من خلق سيء يتردد فينا، يحتاج إلى حزم في التخلص منه، واقتلاعه من جذوره، كي لا ينبت من جديد ..

كم من خلافات، ونزاعات، لا مبرر لها تحتاج لقلب الحازم في تنقية النفس منها، وتجاوزها ومد يد الصفح والحب والتأييد ..

وكم من المعالي تنتظر لاكتسابها روح الحازم، قوي القرار، والمبادر، الباذل الجهد والتعب لأجل تحصيلها .

فلنتعب، فإن أبطالنا على الثغور يتعبون، ولنضح فإنهم يضحون، ولنتخلق بالشجاعة، ولنتقدم ولنبادر فإن شجعاننا هناك، يبادرون ويتقدمون، و في كل يوم يحرزون هدفًا، ويحققون نصرًا، ونحن لازلنا نراوح في مكاننا، قد علقنا في سخافات، وأمور تافهات، جعلنا منها معضلات ..

لا وقت اليوم للراحة، ولا مكان للمترفين ..

تخلص من كل ما يعيقك، ويؤخرك، ويمنعك من المضي قدمًا في سبيل نصر دينك، ومن موقعك، ومكانك .

إن استقامتنا وصلاحنا - ونحن هنا في أنفسنا، وبين أهلينا، وفي حيِّنا، ومجتمعنا، وعلى ثغورنا من- أعظم الأسباب المعينة لهم على النصر هناك، والدعاء لهم منا حال استقامتنا أقوى، وأوقع، وأرجى بالقبول .

إن عاصفة الحزم هي البداية لما بعدها من مواجهات، ونجاحات، وانتصارات، ومنازل رفيعة، ومكرمات، ومواقف تتطلب صنع البطولات..

فلنعد لذاك اليوم عدتنا ولنشارك اليوم بأسلوبنا، وبطريقتنا، وإمكاناتنا، ونصطف في صفوف الحازمين ..

ويومًا ما سنجني ثمرة هذا الحزم في أنفسنا، وأمتنا أطيب ما يكون ثقة بالله ويقينًا..

ألا فلـ .. نبدأ ..

( رب ألهمني رشدي وقني شر نفسي )

   طباعة 
1 صوت
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
  أدخل الكود
جديد المواد
رسالة إلى إمام التراويح - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى صائم - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى خطيب - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى إمام - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى زوج - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي