طباعة اضافة للمفضلة
وعاء العلم
1657 زائر
09-02-2014
د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

بسم الله الرحمن الرحيم

حديث المشرف

وعاء العلم

ما أجمل العلم حين يسكب في وعاء كريم! وما أمتعه للناظر بقلبه وبصره حين يسبك في قالب منظم رصين! وقديمًا قال العامة، وصدقوا: (نصف المال نضرة).

هذا ما شعرت به، وأحسب أنه شعور جميع من حضر الدورة التدريبية التعليمية، التي عقدها مركز المشير، بعنوان (إعداد البحوث والرسائل العلمية إلكترونيًا) لفضيلة الشيخ المبدع الموفق: أ.سعد بن عبد الله الواصل، مصمم، ومطور: (قالب إعداد البحوث والرسائل الجامعية)، يوم السبت: 8/4/1435هـ.

يتعين على طالب العلم، في نظري، اكتساب المهارات الحديثة، التي تمكنه من توثيق المادة العلمية، وحسن عرضها، فقد أتاحت التقنيات الحديثة فرصًا لم تتح لمن كان قبلنا من الخدمات الالكترونية، التي توفر الوقت والجهد، وتضبط العمل، وتخرجه في ثوب قشيب تلتذ بمرآه العيون، وتستريح بإدراكه وتحصيله العقول.

كان الباحثون، فيما مضى، يبذلون جهودًا كبيرة، ويعانون معاناة مريرة، في جمع المادة العلمية، ونسخها، وتصنيفها، وتحريرها، وتبييضها، وفهرستها، مع ما يعتري ذلك من فوات حرص، وذهول بشري، وتصحيف، وتحريف غير مقصود، فبات ذلك، مع البرامج التقنية الحديثة، سهلًا ميسرًا، بأطراف الأنامل، يتنقل الباحث بلمح البصر بين أبواب البحث، وبطون الكتب، أسرع من تنقل النحلة بين الزهور، لتجمع رحيقها؛ بمجرد ضغطة زر! فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وفتح علينا من أبواب فضله، ورحمته، ما يجبر قصورنا، وضعف هممنا.

لقد عرض الشيخ سعد، وفقه الله، برنامجه الحافل، الذي يتضمن أكثر من ألفي خدمة حاسوبية، عرضًا بديعًا، خلال ثلاث ساعات؛ من بعد صلاة العصر، حتى صلاة العشاء، في حين يشرحه شرحًا مفصلًا شاملاً في نحو ثلاثين ساعة تدريبية! ونبه أذهان الباحثين، وطلاب الدراسات العليا، الذين قارب عددهم الخمسين، إلى مفاتيح هذا القالب النافع الجامع، فجزاه الله خيرًا، وكتب ذلك في موازين حسناته، فالدال على الخير كفاعله، ومن جهز غازيًا فقد غزا. فأرجو أن يجعل الله له كفلًا وافرًا من ثواب كل عمل علمي ينفع الناس. وأدعو إخواني، وأبنائي، طلاب العلم إلى الرقي بطرائقهم البحثية، والاستفادة من التقنيات الحديثة، للوصول إلى أعلى المستويات. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

   طباعة 
3 صوت
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
  أدخل الكود
روابط ذات صلة
المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي
جديد المواد
رسالة إلى إمام التراويح - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى صائم - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى خطيب - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى إمام - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى زوج - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي