بسم الله الرحمن الرحيم
حديث المشرف
العمل الخيري من جديد!
دأب (مركز المشير
للاستشارات التعليمية والتربوية)، انطلاقًا من همه المجتمعي التربوي، على
عقد ندوات متنوعة تتعلق بالعمل الخيري، كان منها: (آفاق
العمل الخيري) و (العمل الخيري الطبي: جمعية
عناية نموذجًا). وهذه الليلة، ليلة الخميس الموافق 6/4/1435ه يتشرف المركز
باستضافة فضيلة الشيخ الدكتور: يحي بن إبراهيم اليحي، المشرف على مركز (المربي) بالمدينة النبوية، في ندوة بعنوان: (تجربتي في العمل الخيري). وقد دعي إليها جمع من
المعتنين بالعمل الخيري في الداخل.
ولــ (أبي مصعب)،
وفقه الله، قدم صدق، وتجربة مميزة في العمل الخيري في منطقة المدينة المنورة، من
خلال تأسيس المستودعات الخيرية، وتفقد القرى النائية، وتلمس حاجات الفقراء
والمساكين. وكثير من جمعياتنا الخيرية، بل ومن إخواننا أهل المروءات والنجدات
يمارسون هذا العمل بصفة مستمرة، ويذرعون الأرض جيئة، وذهابًا، حلًا، وترحالًا ،
يبحثون عن (الفقير الحقيقي)؛ فيسدون جوعته، ويقضون حاجته، ويكسون عريه.
وكم أعجب حين يأتي الحديث عن (جمعيات النفع العام) فيقدم بعض المتحدثين أرقامًا فلكية
عن عددها في أمريكا، وأوربا، وإسرائيل، مقارنًا ذلك بالعدد الضئيل في بلادنا! وهو
قد صدق في تلك الإحصاءات، والمقارنات، غير أنه غفل أنها مقارنة بين جمعيات مسجلة
رسميًا، وليست مقارنة بين عمل خيري، وعمل خيري! كيف؟
إن أسعد أمة بالعمل الخيري أمة محمد صلى
الله عليه وسلم، ففعل الخير جزء من عقيدتها، وشريعتها، وأخلاقها، وآدابها، يتحدر
في الصفات الوراثية من صلب أبيه، ويرتشفه من ثدي أمه، وينشأ عليه في مجتمعه.
فالزكاة أحد أركان الإسلام، والصدقة باب واسع، وطرائق متنوعة، والإحسان القولي،
والفعلي، والمالي لا ينحصر في صورة من الصور. ولوذهبنا نسوق الدلائل والشواهد على
ذلك، لطال بنا المقام، وهي أشهر من أن تذكر، والحمد لله.
ويبقى أن (ترشيد) العمل الخيري، و (مأسسته) و (تطويره)
مطلب ملح، لمواكبة الحاجات المتلاحقة، وتحقيق التكافل الاجتماعي بأحسن صوره. وفي
بلادنا نماذج رائعة من هذا العمل، على المستويين الرسمي، والأهلي. وتأتي هذه
الندوة في هذا السياق. فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتراحمين، المتواصلين،
المتعاونين على البر والتقوى، المتواصين بالحق والصبر. والحمد لله رب العالمين
كتبه: د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
الأربعاء
: 5/4/1435
|