وعليكم
السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فإن إعلان النكاح، والضرب عليه بالدف، وإظهار
السرور، من سنن النكاح، فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا زَفَّتِ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ
مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا عَائِشَةُ مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ، فَإِنَّ الأَنْصَارَ
يُعْجِبُهُمُ اللَّهْو) رواه البخاري.قال الحافظ ابن حجر، رحمه الله: (في
رواية شريك فقال: فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف،
وتغني. قلت: تقول ماذا ؟ قال: تقول: أتيناكم أتيناكم، فحيانا وحياكم، ولولا الذهب
الأحمر، ما حلت بواديكم، ولولا الحنطة السمراء، ما سمنت عذاريكم) (فتح
الباري: 9/ 226).
قال سماحة الشيخ ابن باز، رحمه الله: (وإنما
يستحب ضرب الدف في النكاح للنساء خاصة، لإعلانه والتمييز بينه وبين السفاح. ولا
بأس بأغاني النساء فيما بينهن مع الدف، إذا كانت تلك الأغاني ليس فيها تشجيع على
منكر، ولا تثبيط عن واجب، ويشترط أن يكون ذلك فيما بينهن، من غير مخالطة للرجال،
ولا إعلان يؤذي الجيران ... وأما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك، لا في
الأعراس، ولا في غيرها).
فهذه الصور الثلاث المذكورة في السؤال، لا
تجوز لما فيها من مشاركة الرجال فيما يختص بالنساء؛ من الغناء، والضرب بالدف،
وحصول ما يشبه الاختلاط عبر النقل المرئي، والغناء المشترك، مع النساء، والرقص.
وهذا من أعظم أسباب الفتنة بين الرجال والنساء، لاسيما في هذه المناسبات. كما أنه
قد يفضي، لاحقًا، إلى حصول الاختلاط التام. والواجب على أهل الإسلام إتيان رخص
الله، والوقوف عند محارم الله، وعدم فتح باب شر وفتنة على المسلمين. ولا يحل شهود
مثل هذه المناسبات إلا لقادر على الإنكار، وإلا فليجب الدعوة، فإذا وقع ما لا يقدر
على إنكاره، فلينصرف. والله أعلم.
حرر في
7/12/1434