بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده،والصلاة
والسلام على من لا نبي بعده،وبعد:
فهكذا ابن آدم - أيتها
الأخت الكريمة- خطاء؛ وفي الحديث:" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون " . [رواه الترمذي، وابن ماجه، والدارمي، وحسنه الألباني]
وفي الحديث أيضا: عن أبي
هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: :« إِنَّ عَبْدًا أَصَاب ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ، أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ:
رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ
عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ
مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ
أَذْنَبْتُ، أَوْ أَصَبْتُ آَخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ
رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ
اللهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا قَالَ: قَالَ رَبِّ
أَصَبْتُ أَوْ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ
رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثًا فَلْيَعْمَلْ
مَا شَاءَ » رواه البخاري ومسلم
فعليك أن
تداومي على التوبة: ولا تملي من كثرتها،
فإن الله يحب التوابين، ويحب المتطهرين. وغاية ما يأمله الشيطان من الإنسان، أن
ييأس من التوبة، ويدع المجاهدة، فيكفيه المؤونة، ويصبح فريسة له. بخلاف التواب،
فإنه يزعج الشيطان بكثرة توبته، وتوبة الله عليه، فيذهب سعيه سدى، ويكف عنه أو
يكاد.
وعليك
بالرفقة الصالحة: التي تذكرك بالله
وتثبتك على الحق، واحذري من رفقة السوء الذين يزينون القبيح ويغرون بالشهوات
والشبهات والغفلات ويجرون أصحابهم إلى النار وتأملي قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ
زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف : 28] وقوله: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي
اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا) [الفرقان : 27]
ثبت الله قلبك على الهدى.