طباعة اضافة للمفضلة
نار تحرق العلاقات
1258 زائر
03-11-2015
بقلم: عبدالرحمن القرعاوي


نار تحرق العلاقات

بقلم: عبدالرحمن القرعاوي

العلاقة الأسرية علاقة متجذرة وممتدة، متجذرة حتى الخصوصيات، وممتدة عبر السنوات، وإذا كانت كذلك فمن الطبيعي أن يعتريها الفتور بعض الأوقات، وليس غريبا أن ينشأ الخلاف.

والخلاف يجب ألا يتعدى حدود الأدب، ولا يقفز جدران الحقوق، سواء كان بين الزوجين، أو الوالدين وأولادهم.

لكن فئة من الناس تجاوزت، فندمت، وأخرى تجاوزت فخسرت.

وحينما يتجاوز أحد الأطراف في ما يراه حقا له، فإنه ينقلب إلى معتد بعد أن كان صاحب حق.

تسأل هؤلاء فتجد أن الغضب والانفعال ساقهم إلى التجاوز والاعتداء، وربما كان سبب خسارتهم للطرف الآخر.

تقول الحكمة: «لا أحد يغضب من دون سبب، ولكن نادراً ما يكون السبب وجيهاً».

إن السيطرة على الغضب واجب شرعي، وصفة كمال يجب أن يتحلى بها كل منا، لاسيما إذا تعلق الأمر بمن تربطنا بهم علاقة أسرية.

الكل متفقون على أهميته، لكن الخلاف بيننا في التطبيق.

البعض لديه اعتقاد أنه لا يستطيع السيطرة على نفسه، ويقول «أنا سريع الانفعال، ويجب أن يراعيني الطرف الآخر»

لكنك تحده يسيطر على انفعالاته حينما يتعلق الأمر بمسؤول يرجو لديه مصلحة، أو آخر يخاف بطشه، أو حتى مجنون يخاف طيشه.

إذًا السيطرة ممكنة، وهي مرتبطة بفكرة الخوف والرجاء، فإذا كنا نخاف أحدا أو نرجوه استطعنا كبح جماح الغضب، وتحكمنا في تصرفاتنا.

فهل نستطيع أن نفعل ذلك في علاقاتنا الأسرية؟ الجواب: نعم، حينما يرتفع لدينا مستوى الخوف والرجاء، خوفا من عقاب الله إن اعتدينا، ورجاء ثوابه إن كظمنا غيظنا، حينها يكون التحكم في تصرفاتنا ممكنا، مع المشقة، ثم يصير يسيرا مع التوفيق والدربة.

وإنني حينما أقول ذلك لا يعني عدم قبول حصول الخطأ والانفعال، لكن الخطأ في أن يكون سلوكا مكررا، وسمة لازمة، وتذكر دائما الحكمة التي تقول: «إذا كنت تغضب لسبب صغير، فهذا يعطي انطباعاً عن حجم عقلك».

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني، قال: «لا تغضب» فكرر مرارا، فقال: «لا تغضب».

الغضب جنون العقلاء فكيف بغيرهم، والعقل يضعف بقدر شدة الانفعال.

قال ابن القيم رحمه الله: «وأما الغضب فهو غول العقل يغتاله كما يغتال الذئب الشاة، وأعظم ما يفترسه الشيطان عند غضبه وشهوته».

أخيرا: يغتر الغاضب بقوة انفعاله، وينسى أنه تعبير عن ضعف تحكمه في ذاته.

   طباعة 
0 صوت
تحرق , العلاقات , نار
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
  أدخل الكود
روابط ذات صلة
المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي
جديد المواد
رسالة إلى إمام التراويح - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى صائم - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى خطيب - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى إمام - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى زوج - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي