طباعة اضافة للمفضلة
رسالة إلى زوج
601 زائر
24-01-2022
أ.د. أحمد القاضي

رسالة إلى زوج

تذكر، يا رعاك الله، مقاصد النكاح الثلاثة المضمنة في قوله تعالى: (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ [الروم:21]؛ فتأكد من تحقق السكينة والمودة والرحمة مع زوجتك، وإلا فثمة خلل يتعين علاجه.


واعلم، وفقك الله، أن الحياة الزوجية يمكن أن تكون جنة دنيوية وارفة الظلال؛ بحسن تدبيرك، وتعاملك بعد توفيق الله، ويمكن أن تستحيل جحيمًا معجلًا لا يطاق؛ بسبب ظلمك وجهلك وعجلتك، فاختر لنفسك!


وقد وعظ النبي الرجال، في أعظم محفل، في حجة الوداع، في خطبة يوم عرفة؛ فقال:(اتَّقوا اللهَ في النساءِ؛ فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ الله، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ الله)؛ فليحفظ مؤمن وصية نبيه ؛ فإنه مسؤول عنها. ووصى النبي الرجال وصية حكيمة؛ فقال: (واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا)، متفق عليه.


وقد أمرك الله أمرًا مجملًا؛ فقال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)؛ فشَمِل ذلك كل ما أمر به الشرع، وعرفه وجرى به العرف الصالح؛ من النفقة والإحسان، والرفق واللطف بالقول والعمل. واعلم أن ذلك سيعود عليك بمثله وأكثر.


فلا تبخل على زوجتك ولا تقتر في النفقة ولا تلجئها إلى السؤال والاستجداء أو التشكي. كن سخي النفس واليد. وأعلم أن كل نفقة تسقط بغنى المنفَق عليه، حتى الوالد والولد، إلا نفقة الزوجة؛ فلا تسقط، ولو كانت غنية أو موظفة. وأكرمها في أهلها؛ تكرمك في أهلك، وأعنها على صلة ما أمر الله به أن يوصل، ولا تكن من الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل؛ أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار. أعاذك الله من شؤم القطيعة.


وتجنب الخصومات والعتب والجدل والشك والغضب؛ فإنها بوابات الشقاء، وتحلَّ بالحلم والصفح وغض الطرف، ولا تتبع عثراتها وزلاتها، وارحمها في الأرض؛ يرحمك من في السماء.


واحذر، حفظك الله، من ظلمها؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتق دعوة المظلوم؛ ليس بينها وبين الله حجاب، فإن أطاعتك فلا تبغ عليها سبيلًا إن الله كان عليًا كبيرًا. فهو أعلى منك وأكبر.


فأمسك بمعروف، أو فارق بإحسان، والصلح خير، ولا تجعلها قلقة معلقة. ولا يفرك مؤمن مؤمنة؛ فإن كره منها خلقًا، رضي منها آخر. وعسى أن تكرهو شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا.


كتبه

أ.د. أحمد القاضي

اضغط لتحميل الملف بصيغة PDF

   طباعة 
0 صوت
إلى , زوج , رسالة
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
  أدخل الكود
جديد المواد
رسالة إلى إمام التراويح - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى صائم - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى خطيب - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى إمام - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى معلم - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي